قلتِ لي: لماذا لا تؤمن بالحب من النظرة الأولى؟
- ولِمَ عليَّ أن أؤمن به!
- لأن في الإنسان حاسة يعرف من خلالها عند رؤية شخصٍ ما أنه ما ينقصه!
- القلب أبصر من العين يا وعد، والعقل أبصر من كليهما!
- ومتى كان الحب معادلة حسابية يتم حلها بالعقل؟
- ما قصدته هو الاختيار الواعي للحبيب، العين أداة للحكم على المظهر الخارجي، لا أنكر أنها مهمة في اختيار الحبيب فلكل منا مواصفات جمالية مادية يريد أن تتوفر في شريكه، ولكن ليس كل ما يعجبنا يقع في قلوبنا!
- ها أنت تعترف بحكم القلب إذًا!
- ليس بالضبط، أنا لا أُنحّي القلب تمامًا ولا أترك له زمام الأمور، أنا دومًا بين بين
- ولماذا على الإنسان أن يكون بين بين؟
- لأن الإنسان يخلط بين الإعجاب والحُب.
- وهل هناك حُب دون إعجاب؟
- لا، ولكن هناك إعجاب من دون حُب! وأنتِ حين تؤمنين بالحُب من أول نظرة فكأنكِ تجعلين منهما شيئًا واحدًا!
- أنا أعتمد على إحساسي فقط!
- ولكن الأحاسيس شاعرية وليست عقلانية!
- صحيح، ولكن الحياة العقلانية مملة!
- وكذلك الحياة الشاعرية متهورة!
- شخصيًا أفضل التهور على الملل!
- أنا لا أفضل أيًا منهما، لا أحب أن أعيش علاقة مملة ولا متهورة، لماذا عليّ أن أختار أحد الشرين ما دام بإمكاني أن أوفق بين عقلي وقلبي؟
- الحب الذي لا يلغي العقل ليس حبًا!
- بالعكس، الحب الذي لا يقوده العقل هو مسخ حُب
لا أُخفيكِ أنّي فكّرتُ أن لا أكتب إليكِ
أن أُلملم ما تبقّى منّي وأمضي
ولكنّي آثرتُ أن لا أفعل
لأنّي أعرفُ أنّ الأشياء التي نهربُ منها ستبقى تلاحقنا
حتى نُقرر في لحظةٍ ما أن نستدير ونواجهها !
ولأنّي لا أُجيدُ الهرب، قلتُ في نفسي : لنتواجه الآن !
ثمة أشياء لا يمكن إخفاؤها
ثمة دموع واضحة يراها حتى الاعمى وإن لم تنهمر من العيون
ثمة غصة في القلب لا بد أن تظهر مهما حاولنا وأدها
ثمة ندوب في الروح لا يمكن التحايل لإخفائها
ندوب الروح كشمس الظهيرة
مهما حاولت الغيوم حجبها
الإ إن شيئاً منها يتسلل ويضيء ويقول لك أنا هنا
سنة النشر : 2019م / 1440هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 0.9 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf