تصاعد التوتر: هل تسعى إسرائيل لتغيير النظام في إيران؟
واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)
أثارت الضربات العسكرية التي نفذتها إسرائيل مؤخرًا ضد أهداف في إيران جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والاستخباراتية في واشنطن، وسط تساؤلات حول نوايا تل أبيب الحقيقية، وما إذا كانت تسعى بالفعل إلى إسقاط النظام الإيراني.
أهداف أعمق من الردع العسكري
وفقًا لما نقلته شبكة CNN عن مسؤولين أمريكيين ومصادر استخباراتية، فإن فكرة تغيير النظام الإيراني لطالما شكّلت طموحًا استراتيجيًا داخل بعض دوائر صنع القرار في الحكومة الإسرائيلية. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة تؤكد أن هذا كان الهدف المباشر من الضربات، إلا أن بعض التقييمات تشير إلى أن تل أبيب رأت في هذه اللحظة فرصة نادرة لتحقيق ذلك.
تصريحات إسرائيلية تصعّد اللهجة
وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، صرّح في مقابلة الجمعة بأن العمليات العسكرية تهدف إلى "تحييد خطر إيران وحرمانها من قدرات التدمير الشامل". وأضاف:
"نحن في مرحلة حاسمة، وإذا أخطأنا التقدير الآن، فلن نملك أي وسيلة لاحقًا لوقف إيران عن تطوير أسلحة نووية تهدد وجودنا".
كما أكد كاتس أن إسرائيل كانت تتعامل خلال الأشهر الـ18 الماضية مع "وكلاء إيران"، لكنها الآن قررت استهداف "رأس الأفعى" مباشرةً – في إشارة واضحة إلى النظام في طهران.
موقف واشنطن والاستخبارات الأمريكية
في السياق نفسه، قدّمت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد، شهادة أمام الكونغرس في مارس/آذار، أكدت خلالها أن إيران لا تنتج حاليًا سلاحًا نوويًا، وأن المرشد الأعلى لا يزال ملتزمًا بتجميد البرنامج النووي الذي توقف رسميًا منذ عام 2003.
ورغم أن إسرائيل خفّضت من مستوى تنسيقها مع الولايات المتحدة في هذه العملية، فإن واشنطن كانت على علم بالخطة منذ الأسبوع الماضي، وبدأت بالفعل في إعداد سيناريوهات طوارئ تحسّبًا لردّ إيراني محتمل، وفق ما ذكره مصدر مطلع على العمليات.
المجهول القادم
ما تزال النتائج الدقيقة للهجمات، ومدى تأثيرها على قيادة النظام الإيراني، وأسلوب الرد الإيراني المرتقب، طيّ الغموض. لكن المؤكد أن الوضع بين إسرائيل وإيران يتجه نحو مزيد من التصعيد، وسط رقابة أمريكية لصيقة وتحفّظ واضح من إدارة البيت الأبيض على دعم أي مسعى لتغيير الأنظمة في المنطقة.